كلنا نأمل في تغيير بعض من سلوكياتنا وعاداتنا غير المريحة أو التي تتسبب لنا في مضار اجتماعية أو صحية أو غير ذلك
لكن لماذا لا نتغير على الرغم من أننا نشعر بضرورة التغيير وأنه علينا فعل ذلك؟
والجواب أننا نربط ألما أكبر بإحداث التغيير نفسه، مما سنشعر به إن لم نتغير.
قال تعالى عن الطعام فى سورة عبس (مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32))
وقال تعالى [ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ (12)]
اجراء التغيير يحدث الم
قانون الالم
كي يحدث التغيير في أي شخص، بما في ذلك في أنفسنا، علينا بكل بساطة أن نعكس هذه المعادلة بحيث يصبح عدم التغيير مؤلما بصورة لا تصدق بحيث يتجاوز عتبة احتمالنا، بينما يصبح التغيير جذابا وممتعا لأن القاعدة تقول أن العقل الباطن المسؤول عن 95 بالمئة من تصرفاتنا لا يفكر بطريقة منطقية فهو ينجذب إلى الأشياء التي تشعرنا بالمتعة حتى وإن كانت تضر بنا، ويتفادى ويهرب من الأشياء التي تسبب له الألم حتى لو كانت نافعة لنا.
ولكي تحصل على قوة الدفع الحقيقية اسأل نفسك أسئلة تبعث على الشعور بالألم. وتجيب عن التساؤل: ما هي كلفة عدم التغيير؟ اجعل الألم الناتج عن عدم التغيير يتغلغل في شعورك بصورة فعلية، وشديدة، وفورية بحيث لا يستطيع أن ترجئ بعد اتخاذ الاجراء الذي يحدث التغيير.
فإن لم تجد في ذلك قوة دفع كافية فعليك أن تركز على تأثير ذلك على من تحبهم، على أبنائك وغيرهم من الناس العزيزين عليك. فالكثيرون منا سيبذلون جهدا من أجل الآخرين أكثر مما يبدلون من أجل أنفسهم. لذا حاول أن تتصورمدى التأثير السلبي لإخفاقك على الأشخاص الذين تعزهم.
أما الخطوة الثانية فهي أن تستخدم أسئلة ترتبط بالمتعة بحيث تساعدك على ربط الإحساسات الإيجابية بفكرة التغيير مثل "كيف سأشعر إذا حدث هذا التغيير؟ ما الأشياء التي ستتحقق مع حدوث هذا التغيير؟ كيف سيؤثر ذلك على أفراد أسرتي ومن أحبهم؟
من هنا نخلص أن مفتاح الأمور هو أن تستجمع أكبر قدر من الأسباب، أو ربما الأفضل أسبابا قوية بما فيه الكفاية لضرورة احداث هذا التغيير على الفور، وليس في يوم ما من المستقبل. فإن لم يكن هناك ما يدفعك للتغيير الآن فأنه لن تكون لديك قوة الدفع في الواقع.
والأن وقد ربطت الألم في جهازك العصبي بعدم التغيير، والمتعة بالتغيير، وما دمت تجد الدافع لاستحداث التغيير فإن بإمكانك أن تسير باتجاه النجاح وتحقيق الذات.
كيف تكسر أنماط السلوك والأفعال التي تحد من قدراتك؟
لا بد لنا أن نكرر بأن تعطيل نمط معين مرات عديدة قد يغير أي شخص تقريبا. والسبيل السهل لكسر نمط معين هو عن طريق خلط الأحاسيس التي نربطها بذكرياتنا حول أدوار معينة. فالسبب الوحيد الذي يزعجنا هو أننا نمثل الأمور في أذهاننا بطريقة معينة. فإذا صرخ رئيسك في العمل في وجهك واستعدت هذا الموقف في ذهنك طوال اليوم وأنت تتصوره من جديد وهو يصرخ في وجهك فإن شعورك سيزداد سوءا أكثر فأكثر، فلماذا تسمح لهذه التجربة بأن تؤثر عليك باستمرار؟ لماذا لا تأخذ هذه الأسطوانة من دماغك لتكشطها مرة بعد مرة بحيث تتوقف عن استعادة هذا الشعور من جديد؟ بل وقد تصل إلى حد الشعور بأن الأمر مضحك!!!
تصور في دماغك الوضعية التي كانت تزعجك إلى حد كبير تصورها وكأنها فيلم سينمائي. لا تنزعج إزاء هذه الوضعية، بل شاهدها وكأنها فيلم سينمائي لمرة واحدة وشاهد كل ما يحدث فيها.
خذ هذه التجربة نفسها وحولها إلى فيلم من الأفلام المتحركة. اجلس على مقعدك وأنت ترسم ابتسامة كبيرة بلهاء على وجهك وخذ نفسا عميقا وشغل الصور من جديد بسرعة كبيرة وبترتيب معاكس , فإذا قال أحدهم شيء فراقبه وهو يبتلع كلماته . دع الشريط يسير بالعكس في حركة سريعة ثم شغله وهو يمشي إلى الأمام بسرعة أكبر. والآن، غير ألوان الصور بحيث تكون ألوان وجوه الجميع بألوان قوس قزح. فإذا كان هنالك شخص محدد يزعجك فاجعل أذنيه تكبران إلى أن تصبحا مثل أذني الحمار وأنفه يكبر مثل أنف بينوكيو.
كرر ذلك عشرات المرات على الأقل جيئة وذهابا ومع بعض الموسيقى الساخرة أو المرافقة لعروض السيرك. اربط بين هذه الأصوات العجيبة والصور المتحركة وستلاحظ أن أحاسيسك تجاه الموقف والشخص الذي أساء إليك أو أغاظك بدأت تتغير وأن الضغط الذي كان يؤثر عليك بدأ يتبدد.
الأمر المهم في هذه العملية كلها هو السرعة التي تشغل بها الصور في دماغك بالاتجاه المعاكس ومستوى السخرية والمبالغة التي تربطها بهذه الصور. والآن فكر في الوضعية التي كانت تسبب لك الازعاج أو الألم ولاحظ نوعية شعورك الحالي فإذا كنت قد نفذت ما سبق بفاعلية فإنك ستكون قد كسرت النمط مرات عدة بحيث تجد من الصعب أن تعود إلى تلك الأحاسيس السلبية من جديد. فالمبدأ بسيط لأن كل مشاعرنا مبنية على صور نركز عليها في أذهاننا وعلى الأصوات والأحاسيس التي نربطها بتلك الصور بالذات. وحين نغير الصور والأصوات فإننا نغير مشاعرنا أيضا، وتكييف هذا الأمر مرة بعد مرة سيجعل من الصعب العودة إلى النمط القديم ثانية. وإلى موضوع آخر بمشيئة الله تعالى.
ما تفكر فيه وما تركز عليه هو ما ستحصل عليه
يريد العديد من الناس أن يغيروا أسلوب إحساسهم ولكنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك، وأسرع طريقة لتغيير كيفية شعورك تجاه شيء ما، هي أن تغير ما تركز عليه. فإذا أردت أن ينتابك شعور سيء الآن، فهذا سيكون أمرا في غاية السهولة، أليس كذلك؟
كل ما عليك عمله هو أن تفكر في شيء مؤلم قد حدث في حياتك وتركز كل انتباهك عليه، وإذا فكرت فيه وقتا طويلا، سينتابك هذا الشعور السيء مرة ثانية.
ما تركز عليه هو ما تصل اليه
ياله من شيء يدعو للسخرية! هل من الممكن أن تجلس أما فيلم سيء مرات ومرات؟ بالطبع لا، فلماذا إذن تتجول بعقلك في أشياء تضايقك؟ هذه التجربة فقط توضح للجميع كم هو سهل أن تدفع بنفسك الى المشاعر السيئة، وكيف أن مجرد تركيزك على شيء بعينه أمر غاية في الأهمية بالنسبة لك، وحتى إن كانت الأمور صعبة فعليك فقط أن تركز على ما تستطيع القيام به، وعلى ما تستطيع السيطرة عليه.
وإذا أردت أن ينتابك شعور طيب الآن، فيمكنك أن تفعل هذا بمنتهى السهولة، أليس كذلك؟ فيمكنك أن تركز على شيء يسعدك، شيء جعلك تشعر شعورا طيبا تجاه نفسك أو أسرتك أو أصدقائك. ويمكنك أن تركز تركيزا شديدا على المستقبل الذي تحلم به، والذي يجعلك تشعر بالحماس مسبقا، والذي يمدك بالطاقة التي تجعلك تسرع في تحقيق حلمك ليصبح حقيقة.
هل تستطيع أن تفهم لماذا يعتبر التركيز شيئا مهما جدا؟
إنه يتحكم في الطريقة التي ترى بها الدنيا، وفيما تفعله بشأنها.
هل تعتقد أن التركيز قد يتحكم أيضا في الطريقة التي تشعر بها؟
بالتأكيد هذا يحدث طبعا. فتركيزك يستطيع أن ينقد حياتك يكل ما تحمله الكلمة من معان.
سيارات السباق هي أكثر الأشياء التي أستمتع بها. فلن أنسى أبدا أهم درس تعلمته في مدرسة تعليم قيادة سيارات السباق. لقد قال لي معلمي: أهم ما يجب عليك أن تتذكره هو كيف تستطيع أن تخرج من منزلق. وهذه تصلح جملة مجازية جيدة للحياة، أليس كذلك؟
فأحيانا نقع في منزلق حيث نشعر بأننا فقدنا السيطرة. وقد علمني أن السر في ذلك بسيط جدا. فما يفعله معظم الناس حينما يبدأون بالنزول الى منزلق هو التركيز على ما يخشونه وهو السور، فبدلا من ذلك يجب عليك أن تركز على المكان الذي تود أن تذهب إليه. وأنا متأكد من أنك قد سمعت عن بعض الناس الذين يقودون سياراتهم الرياضية في طرق خلفية، وفجأة يفقدون السيطرة. ولأميال كثيرة لا يجدون أمامهم سوى عمود واحد، ولكن بطريقة ما يصطدمون به. والسبب في ذلك هو أنه بمجرد أن يفقد الناس السيطرة، فإنهم يصبون كل تركيزهم على ما يريدون تجنبه، وفي النهاية يحدث ما كانوا يخشونه، والحقيقة أن أي شيء تركز عليه ستتحرك تجاهه.
وكخلاصة للقول يجب أن نركز على ما نريد، بدلا من التركيز على ما يخيفنا، وأي شيء تفكر فيه بشكل غالب ستمر بتجربته.
تغيير التركيز واتخاذ القرارات وتغيير المعتقدات لن يحدث بين ليلة وضحاها بل يحدث خطوة بخطوة، لكن المؤكد أنك لو غيرت تركيزك ولو قليلا فإن واقعك سيتغير كثيرا.
يجب أن نتعلم كيف نركز على الأهداف التي نريد الوصول إليها ونتجنب التركيز على الأشياء التي نخاف حدوثها، ركز على الأفضل وستصل إليه بكل تأكيد، وتحلى بالتفاؤل لأن ديننا يحثنا على ذلك: وتفاءلوا خيرا تجدوه، وقد توصلوا لهذه الحقيقة وأثبتوها في نظرية قانون الجذب، فلو أردت أن تصل الى هدف ما فركز كل تفكيرك عليه وسيقوم عقلك الباطن بتوفير كل ما تحتاجه للوصول الى هدفك، فهناك أثرياء وصلوا الى الثراء بفضل تفكيرهم فيه لكنهم بعد تحقيق هدفهم أصبحوا يفكرون في خوفهم من فقدان الثروة وهذا ما حصل لهم بالفعل لكن بعد فقدانهم لثرواتهم أعادوا بناء ثروة جديدة والسبب هو أن هاجس الخوف من فقدان الثروة قد تخلصوا منه فاستطاعوا تركيز تفكيرهم على بناء ثروة جديدة فوصلوا الى هدفهم، فلماذا لا تكون أنت واحدا من هؤلاء وفكر في ما تريد الوصول إليه وركز جيدا على هدفك حتى تستفيد من قدرات عقلك للوصول الى أهدافك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق